صدى الأفكار

16/12/2009

من الفيزياء الى العواطف و بالعكس – 3

 لقد بدأنا ( في التدوينة الأولي) بمفاهيم أولية في الفيزياء، واستخدمنا شكلا لتصوير تقلص المسافة (المساحة) الآمنة و استعنا بالمماثلة مع لولب معدني لتوضيح فكرة التخزين الميكانيكي للشد والتوتر مثلما يضغط لولب معدني. نستطيع الآن الإدعاء أنه صار لدينا نوعا من النموذج الفيزيائي ربما يصلح لتفسير ما نعتقد ببعده عن الفيزياء مثل التوتر و الإجهاد.

قمنا بعد ذلك (في التدوينة الثانية) بتحوير النموذج المبدئي بقصد تصوير التقلص في الوقت أو انحسار الفسحة الزمنية وبينا كيف أن هذه لا تختلف عن النموذج المبدئي (المساحي) إلا في أن انحصار الفسحة الزمنية لابد له أن يأتي من جميع الجهات و لذلك لم يعد مساحيا بل تكعيبيا و هذا ما دعي إلي تعديل المعادلة بإدخال الأس n . مثلما نعامل المساحات بالرفع إلي القوة 2 ونعامل الحجوم بالرفع إلي القوة 3.

نورد هنا إيضاحا لما جاء في التدوينتين السابقتين خاصة أن أحد زوار المدونة (السيد أحمد البخاري ) له فضل في حثنا علي ذلك.

 

الحالة (1)

مجال الحركة مفتوح في جميع الاتجاهات. أي تقلص في المساحة المكانية الآمنة من أية جهة؛ يمكن تعويضه بالتحرك في الجهة المقابلة.

يمكن لغرض التبسيط أن ننظر للمساحة المكانية الآمنة باعتبارها مسافة ما ولتكن     ( A).

يمكن أيضا أن نتخيل وجود نابض له نفس الطول (A)

الآن لنعد إلي صاحبنا الواقف في (شكل 1) نلاحظ أنه لا يوجد أي عائق يمنعه من الحركة في أي اتجاه يرغبه، لذلك نقول أن مساحته المكانية الآمنة لم تتعرض لأي تقلص أو نقصان.

 

 

 

 

 

 
 
 

إذا مثلنا هذا الوضع بنابض أو لولب  –  أسفل (شكل 1) – فإن النابض لن يحدث به تقلص مثلما لم يحدث تقلص في المساحة المكانية، فيصح أن نقول أن النابض لن ينضغط بل سيبقي  في وضع ارتخاء.  أي لن تخزن فيه طاقة شد ميكانيكية كامنة .

 

 

بالمثل يصح أن نقول أن صاحبنا في الشكل (1) لن تتراكم لديه طاقة شد انفعالية كامنة في صورة توتر نفسي (Emotional Potential Energy ) ذلك  لأن مساحته المكانية الآمنة لم تتقلص.

 

 

الحالة (2) 

نلاحظ في هذه الحالة أن المساحة المكانية الآمنة قد تقلصت و أن صاحبنا في (شكل 2) لم يستطع تعويضها بالتحرك في جهة أخرى وذلك لوجود الجدار الحاجز المبين في الشكل.

النابض أو اللولب المناظر  –  أسفل (شكل2) – حدث به تقلص ولم يعد في وضع الارتخاء السابق، فهناك طاقة شد ميكانيكي صارت مخزنة في النابض في هذه الحالة.

 

 

 

 

يمكن القول أنه إذا لم يحدث تقلص في المساحة المكانية الآمنة لصاحبنا كما في شكل (1)؛إنه لن يحدث شد في النابض الذي جعلناه مناظرا و مثيلا. في هذه الحالة لن ينضغط النابض و لن تخزن فيه طاقة شد ميكانيكية. و بالمناظرة مع صاحبنا في شكل (1) فإنه لن تتولد لديه طاقة شد في صورة توتر نفسي، ذلك لأن مساحته المكانية الآمنة لم تتقلص.

نستطرد من ذلك فنقول: إذا حدث تقلص صغير في المساحة المكانية الآمنة، سيقابله طاقة  شد ميكانيكي صغيرة في النابض و بالمثل أو بالمناظرة؛ سيقابله أيضا طاقة توتر نفسي صغيرة. أي تكون  (Emotional Potential Energy ) أو اختصارا (EPE) صغيرة.

أما إذا حدث تقلص كبير في المساحة المكانية الآمنة، سيقابله شد كبير  في النابض و يقابله طاقة توتر نفسي كبيرة. أي تكون (EPE ) كبيرة.

علي ذلك يمكننا أن نتصور وجود علاقة تناسب طردي بين طاقة التوتر النفسية المحتبسة (EPE )  و بين مقدار التقلص في المساحة المكانية الآمنة.

أي  أن :        (EPE ) تتناسب  طرديا مع مقدار التقلص في المساحة المكانية الآمنة

 أي     EPE    تتناسب  طرديا مع     (  A-  a)

يمكن التعبير عن مقدار التقلص بفرق المساحة (A ) قبل التقلص عن المساحة ( a) بعد التقلص . هذا الفرق يساوي :

 (  A-  a)

أي      EPE    تتناسب  طرديا مع     (  A-  a)

وبالتحويل من التناسب إلي التساوي تصبح: 

EPE = (A-a) مضروبة فى ثابت التناسب و ليكن K 

EPE = (A-a)*K

 

نلاحظ أن هذه المعادلة قد اكتفت باستخدام فرق المساحة قبل التقلص عن المساحة بعد التقلص، ذلك الفرق هو            (  A-  a).

أما المعادلة التي وردت في التدوينة الأولى  و هي علي الصورة:

EPE = ((A-a)/A)*K

فلم تختلف إلا في كونها نسبت فرق المساحة (A- a) إلي المساحة الأصلية قبل التقلص (A ).  وبدلا من استخدام فرق المساحة فقد استخدمت نسبة ذلك الفرق إلي المساحة الأصلية .

 

 

في التدوينة الثانية طرأ تعديل آخر علي المعادلة يستوجب التوضيح:

 

نجد أن المعادلة – في التدوينة الثانية – قد رفعت إلي أس (قوة) رمزنا لها بالرمز (n ) لأننا لا نعرف مقدارها. صارت المعادلة علي الشكل الذي ورد في التدوينة الثانية:

المعادلة – في تلك الصورة – أضافت صبغة رياضية (متحذلقة !) مع أن القصد لم يكن رياضيا.

مثلا:

معلوم أن المساحة هي حاصل ضرب بعدين (طول وعرض) لذلك يعبر عن المساحة برفعها إلي الأس 2 . الحجوم مثلا هي حاصل ضرب ثلاثة أبعاد (طول وعرض و ارتفاع) و لذلك يعبر عنها بالرفع إلي الأس 3 .

المعادلة التي وردت في التدوينة الأولي تتعامل مع المساحة المكانية و كان ينبغي أن ترفع إلي الأس 2 لكننا أغفلنا ذلك عمدا دون أن يضر بالفكرة.

المعادلة التي وردت في التدوينة الثانية، تتعامل مع الفسحة المتاحة من الوقت الذي ليس له جهة طولية أو جهة مساحية لذلك تصورنا أن تلك الفسحة الزمنية هي – تجاوزا – حيز أو حجم و ليست مساحة، لذلك كان لابد من أن نرفعها إلي أس أو قوة تمييزا لها عن المسافة / أو المساحة في التدوينة الأولى.

رمزنا للأس بالرمز (n) لأننا لا نستطيع أن نقطع بقيمته. لكننا نستطيع أن نقطع بأن الزيادة – في طاقة التوتر الانفعالية المحتبسة الناتجة عن تقلص الفسحة الزمنية – لن تكون زيادة خطية متدرجة في اتصال بل هي زيادة أسيه و بالتالي لابد أن تكون كبيرة.

هذا كان بيت القصيد لنتمكن بعد ذلك من الربط بين التوتر النفسي أو الطاقة الانفعالية المحتبسة و بين توفر أو تقلص الوقت المتاح للمرء و من ثم نؤسس علي ذلك تقديرا فرديا وشخصيا لقيمة الوحدة الزمنية حيث نتمكن عندئذ من تقديم فكرة الحاسبة الذاتية الخ. هذه سيرد الحديث عنها في التدوينة التالية إنشاء الله. فابقوا معنا نحتاج أفكاركم نقدا ومساهمة و إثراء.

2 تعليقان »

  1. مرحبا
    اهلا بک فی عالم الافتراضی

    تعليق بواسطة حمودی — 17/12/2009 @ 15:07 | رد

  2. شكرا لحمودى على الحضور و التعليق.

    تعليق بواسطة محمد الساعدى — 19/12/2009 @ 18:32 | رد


RSS feed for comments on this post. TrackBack URI

أضف تعليق

المدونة على ووردبريس.كوم.